للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالوا قول مروان بن أبي حفصة كأنه حين يعطي المال يغنمه

(أجود من قول زهير ... )

(كأنك معطيه الذي أنت سائله)

لأن للغنيمة حلاوة ليست للعطية. وأجود ما قيل عندي قول أبي العتاهية:

(لو قيلَ للعباس يا ابن محمدٍ ... قل لا وأنت مخلدٌ ما قالها)

أخبرنا أبو أحمد عن الصولي حدثنا الحسن بن الحسين الأزدي حدثنا محمد ابن حبيب، وعن الصولي أيضاً عن إبراهيم، بن المعلى عن ابن حبيب قال قال أبو العتاهية يمدح العباس بن محمد:

(لو قيلَ للعباس يا ابن محمد ... قل لا وأنت مخلدٌ ما قالها)

(إن السماحةَ لم تزل معقولةً ... حتى حللتَ براحتيك عِقالها)

(وإذا الملوكُ تسايرت في بلدةٍ ... كانوا كواكبها وكنتَ هلالَها)

فلم يثبه فقال:

(هززتُك هزَّة السيفِ المحلَّى ... فلما أن ضربتُ بك انثنيتُ)

(فهبها مِدحةً ذهبت ضياعاً ... كذبتُ عليك فيها وافتريتُ)

فلما قرأ العباس الأبيات غضب وقال والله لأجهدن في حتفه قال فمر أبو العتاهية بإسحاق ذفقال له إسحاق بن العباس أنشدني شيئاً من شعرك فأنشده:

(ألا أيها الطالبُ المستغيثُ ... بمن لا يفيدُ ولا يَرفدُ)

(ألا تسأل الله من فضله ... فإن عطاياه لا تنفد)

(إذا جئت أفضلهم للسؤال ... ردَ وأحشاؤه تُرعَد)

(كأنك من خشيةٍ للسؤالِ ... في عينه الحيةُ الأسودُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>