للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفرع الثالث: كون الراوي مبتدعا]

أعلت كثير من الأحاديث النبوية وتوقف عن العمل بها لأن أحد رواتها كان مبتدعا. فالابتداع أحد الأسباب التي جعلت قسما من العلماء لا يقبلون بعض الأحاديث، وسأتناول تعريف البدعة في اللغة والاصطلاح،

وأقسام البدعة ثم أذكر خلاف العلماء في قبولهم حديث المبتدع وتركه.

البدعة في اللغة: قال ابن فارس: ((بدعت الشيء قولا وفعلا اذا ابتدأته لا عن مثال سابق)) (١)

وقال الفيروزآبادي: ((البدعة -بكسر الباء- الحدث في الدين بعد الاكمال، أو ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال)) (٢)

أما في الاصطلاح: فقد عرفها الشاطبي بقوله: ((هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)) (٣)

وقال الحافظ ابن حجر: ((تطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة)) (٤) .

وعرفها بقوله: ((هي اعتقاد ما أحدث على خلاف المعروف من النبي صلى الله عليه وسلم لا بمعاندة بل بنوع شبهة)) (٥) .

وعرفها السخاوي بقوله: ((هي ما أحدث على غير مثال متقدم فيشمل


(١) معجم مقايس اللغة ١/٣٠٩.
(٢) القاموس المحيط ٣/٤٠٣.
(٣) الاعتصام ١/٣٧.
(٤) فتح الباري ٥/١٥٦.
(٥) نزهة النظر ص٤٦.

<<  <   >  >>