للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنذر الاجماع على ذلك (١) .

لكن حكي عن ابن مسعود وابن عباس: أن القيء لا يفطر (٢) .

وقد احتج لهم ابن قدامة بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام)) (٣) .

وأعله ابن قدامة: بأنه حديث غير محفوظ يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف في الحديث (٤) .

[نموذج للاعلال بالقلب وثر ذلك في اختلاف الفقهاء]

من الأوهام التي تنشأ لبعض رواة الحديث القلب في مروياتهم، وقد حصل هذا لكثير من الرواة، وقد تمكن المحدثون من تمييز هذه الأوهام التي وقعت لبعض المرويات وميزوا الخطأ من الصواب حتى بقيت السنة مصانة ومحفوظة من الخطأ والعمد ومن الزائد والدخيل، وتمييز هذه الأوهام لم يكن بالأمر السهل على المحدثين؛ لكنهم كانوا يتابعون الرواة في حلهم وترحالهم وكيفية تلقيهم وأدائهم للحديث؛ حتى لا يدخل على السنة ما ليس منها. والقلب سواء كان بالمتن أو في السند قد يكون عمدا من الراوي أو سهواً، والعمد قد يكون لاختبار الراوي كما صنع مهرة محدثي بغداد للامام البخاري ليختبروا حفظه وذكائه حتى رد كل حديث على اسناده وميز


(١) المغني ٣/٥٢
(٢) المغني ٣/٥٢.
(٣) أخرجه عبد بن حميد (٩٥٩) ، وابن عدي ٤/١٥٧٩ و ١٥٨٣، والدارقطني ٢/١٨٣، وابو نعيم في الحلية ٨/٣٥٧، والبيهقي ٤/٢٢٠ و ٣٦٤. وأنظر تلخيص الحبير ٢/٢٠٦
(٤) تقريب التهذيب ١/٤٨٠، ميزان الاعتدال ٢/٥٦٤ الترجمة (٤٨٦٨)

<<  <   >  >>