قد يطلع الجهبذ من أئمة الحديث على حديث ما فيحكم عليه بالخطأ أو الوهم مع أن الظاهر السلامة من هذه العلة، لكن العالم الفهم لا يحكم بذلك عن هوى بل يترجح لديه ان أحد الرواة قد اخطأ في هذا الحديث وذلك للقرائن التي تحيط بالحديث، ومثل هذا لا يتضح لأي أحد الا لمن منحه الله فهما دقيقا واطلاعا واسعا وادراكا كبيرا ومعرفة بعلل الأسانيد ومتونها ومشكلاتها وغوامضها ومعرفة بطرق الحديث ومخارجها واحوال الرواة وصفاتهم. وقد يختلف النقاد في اعلال الحديث بالخطأ فمنهم: من يترجح له ذلك ومنهم من لا يرى خطأ في الرواية.
والاعلال بالخطأ يشمل ما أخطأ فيه الراوي، أو أوهم، أو قلب في السند أو في المتن أو صحف أو حرف. وفيما يأتي: نذكر، أمثلة لذلك، ثم نسوق بعض النماذج مبينين أثر ذلك في اختلاف الفقهاء:
[نموذج للاعلال بالخطأ وأثر ذلك في اختلاف الفقهاء]
مثال ذلك: حديث أبي اسحاق السبيعي، عن الأسود، عن عائشة، قالت:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء)) (١) .
(١) أخرجه الطيالسي (١٣٩٧) ، واحمد ٦/٤٣ و ١٠٦ و ١٠٩ و ١٤٦ و ١٧١، وأبو داود ١/٥٨ رقم (٢٢٨) ، وابن ماجه ١/١٩٢ رقم (٥٨١) و (٥٨٢) و (٥٨٣) ، والترمذي ١/٢٠٢ رقم (١١٨) ، وأبو يعلى (٤٧٢٩) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/١٢٤ و ١٢٥، والبيهقي ١/٢٠١، والبغوي (٢٦٨) .