للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجعل الولدان شيبا:

تألفت محكمة ثورية لمحاكمة أعداء الثورة، وكانت أحكامها نهائية، وصدرت

الأوامر بالقبض على كل من حامت حوله الشكوك.

وفي سبتمبر ٧٩٢ ١م أرسل رجال الثورة عصابات مسلحة طافت بالسجون

وأعدمت من فيها من الأشراف ورجال الدين، يقول المؤرخ الإنجليزي:

(. . .) في كتابه: (تاريخ أوربا في العصر الحديث) : وبقي هؤلاء الجلادون يزاولون عملهم الفظيع، وكلما تعبوا قدمت إليهم المرطبات، حتى إذا استعادوا قوتهم عادوا إلى عملهم الذي كان يسميه الثوار: تحرر فرنسا. وكان نساء باريس الشريرات يشاهدن ذلك بالتهليل ويحملن الطعام إلى أولئك الجزارين.

واستمرت تلك المجزرة الشنيعة أربعة أيام سرى أثناءها في غوغاء باريس روح سفك وظلمإٍ للدماء تقشعر منه الأبدان ".

ولما أعدم الملك (لويس السادس عشر) كانت الملكة: (ماري انطونيت) ما تزال في السجن مع ولدها، فصدر قرار لجنة الأمن في يوليو سنة ١٧٩٣ بأن يفصل عنها ولدها، فانتزع منها ولدها غصبا، وعهد به إلى رجل يدعى (سيمون) وصناعته إسكاف!! وبقي الصبي المسكين وحيدا في حجرة ستة شهور لم يخلع فيها قميصه.

وكانت فاتحة أعمال لجنة الأمن العام هذه: وضع قانون المشبوهين الذي يقضي بسجن كل من يشتبه في أفكاره السياسية"

وكان من نتائج ذلك اكتظاظ السجون بالمعتقلين، وللتخلص من هذه المشكلة شكلت (محكمة الثورة) التي كانت تستدعي المقبوض عليهم جماعات، وتحكم عليهم بالإعدام، بدون محاكمة، ثم يرسلون للإعدام في ميدان الثورة.

* * *

٣٤ - وهل أتاكم نبأ ما فعلت فرنسا بشعوب أفريقيا لتخرجهم من الإسلام، ولا سيما ما كان منها في الجزائر؛ وهل أتاكم ما فعلت في لبنان من إشعال حرب أهلية،

<<  <   >  >>