للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماذا نذكر وماذا ندع؟

وهل (فكرة العولمة) إلا أسلوب جديد للهيمنة على العالم، ومحاولة إخضاعه للفكر الأمريكي وقيمه الاستهلاكية؟

رحم اللَّه امرأ شغله عيبه عن عيوب الناس "!!

وإلى توابع سؤالكم

٣٨ - في سبيل هدفهم في الطعن في الإسلام، والتشكيك في كتابه ونبيه، قالوا: إن القرآن يغيّر رأيه، فكلما سألنا عن آية قالوا: هذه منسوخة.

يقولون: ونبيكم غيرّ رأيه، حين أباح زيارة القبور، بعدما منع النساء منها، وكما حرّم زواج المتعة بعد ما أباحه.

يقولون: وعلماء المسلمين يغيّرون رأيهم.

قلت: وهذا الاعتراض جهل بأمرين مهمين: جهل بأسلوب التربية الصحيح، وجهل بحكمة الإسلام في التشريع، وموافقة حكمته لأحد مناهج التربية.

كان منهج القرآن في التشريع، على أساس المنهج التربوي، هو: التدرج في تغيير العادات، والتدرج في فرض العبادات، وهذه حقيقة يعلمها من علم مناهج التربية، ومن درس تاريخ التشريع.

٣٩ - وعلى أساس هذا المنهج ترك القرآن أشياء كان عليها الجاهليون، تركها مدة، حتى

تتمكن العقيدة في نفوسهم ثم أخذ يتدرج في التحريم، كما أخذ يتدرج في

الفرائض، وذلك حرصا على تأليفهم، والرفق بهم في اقتلاعهم من عاداتهم.

وتربيتهم على تحصيل الأفضل فالأفضل، وتقديم الفاضل على المفضول.

وذلك كما قدم الإيمان بالله ومعرفته على ما سواه، لأنه الأصل، ولذلك تأخرت الواجبات عند ابتداء الإسلام، ترغيبا فيه، فإنها لو وجبت في الابتداء لنفروا من الإيمان، لثقل التكاليف.

ولذلك أخر إيجاب الصلاة إلى ليلة الإسراء.

وكذلك أخر الصيام والزكاة إلى ما بعد الهجرة، لأنها لو وجبت في الابتداء لكان إيجابها أشد

<<  <   >  >>