عن طريق: التجارة، والحروب الصليبية، وعن آلاف الكتب التي ترجمت من اللغة العربية إلى اللاتينية، وعن الزيارات التي قام بها العلماء أمثال جربرت وميخائيل اسكت وأدلارد من أهل (باث) إلى الأندلس الإسلامية، ومن الشباب المسيحيين الذين أرسلهم آباؤهم الأسبان إلى بلاط الأمراء المسلمين ليتربوا فيها. ..
ومن الاتصال الدائم بين المسيحيين والمسلمين في بلاد الشام ومصر وصقلية، وأسبانيا، وكان كل تقدم للمسيحيين في أسبانيا تتبعه موجة من آداب المسلمين، وعلومهم، وفلسفتهم، وفنونهم، تنقل إلى البلاد المسيحية، وحسبنا أن نذكر - على سبيل المثال
- أن استيلاء المسيحيين على طليطلة عام ١٠٨٥ قد زاد معلومات المسيحيين
الفلكية، وأبقى على الاعتقاد بكرية الأرض ثم قال (ول) : لكن نار الحقد لم تطفئ لظاها هذه الاستدانة العلمية. . . ".
٨ - وفي بحث علمي مقارن، يذكر (حسين رؤف) الإنجليزي أسباب
إسلامه، مبينا أن دوافع هذا التحول الخطر، عادة، ترجع إلى دوافع: عاطفية أو فلسفية، أو اجتماعية، وأن فطرته دفعته إلى البحث عن دين يروي غلته فلسفيا واجتماعيا، فلم يجد - بعد دراسة جادة لكل الأديان الظاهرة - سوى الإسلام، ولم يحجبه عن ذلك مولده من أبوين أحدهما يهودي، والآخر كاثوليكي.
وكان من دراسته "دراسة الحضارة الإسلامية في الجامعة، بانجلترا، وأدركتُ لأول مرة أنها - وبكل تأكيد - هي التي أخرجت أوربا من العصور المظلمة. واستقرأتُ التاريخ رأيت أن كثيرا من أعظم الإمبراطوريات كانت إسلامية، وأن كثيرا من العلوم الحديثة يعود الفضل فيها إلى الإسلام، فلما جاءني الناس ليقولوا لي: إني باعتناقي للإسلام سلكتُ طريق التخلف، تبسمتُ؛ لجهلهم، وخلطهم بين المقدمات والنتائج، فهل يجوز للعالم أن يحكم على الإسلام بمقتضى ما أصابه من انحلال لظروف خارجة عنه؟ ".
٩ - هذه شهادات مختصين غير مسلمين للإسلام، وحضارته، وآثاره، وآثارها في