الغرب، وكيف كانت السبب المباشر لإخراجه وأهله من ظلمات عصورهم
الوسطى.
وبقيت شهادة مهمة عن الآثار السلبية لعدم دخول المسلمين بأنفسهم
كقوة مسيطرة في أوربا الغربية، وذلك إثر هزيمتهم أمام (شارل مارتل) في وقعة: بلاط الشهداء، والتي يسميها مؤرخو الغرب: معركة بواتيه، وهي مدينة بفرنسا.
وكان ذلك في أواخر شعبان سنة ١١٤ هـ = ١٢ أو ١٣ من أكتوبر ٧٣٢ م.
وبهزيمة المسلمين في هذه المعركة تأخر نور حضارة الإسلام عن الانتشار في أوربا الغربية، واعتبر بعض المؤرخين الغربيين، حتى من فرنسا نفسها، هزيمة المسلمين هذه نكبة على الغرب، أصابت أوربا كلها، وحرمتها من الحضارة والمدنية. ومن هؤلاء (جوستاف لوبون) إذ يقول، في كتابه: (حضارة العرب) : لو أن العرب استولوا على فرنسا لصارت باريس مثل قرطبة في أسبانيا مركزا للحضارة، والعلم، حيث كان
رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ، بل ويقرض الشعر أحيانا في الوقت الذي كان فيه ملوك أوربا لا يعرفون كتابة أسمائهم، وييصمون بأختامهم، ومثل ذلك قال الفيلسوف الإيطالي (يوحى) و (هونكا) الألمانية!
لم يكتف (غوستاف) بذلك، بل عاب على (رينان) تحامله الأثيم على الإسلام
والمسلمين.
ثم إنه غير خاف على دارس تاريخ رجالات التاريخ ما كتبه (كاربل) المؤرخ
الإنجليزي عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، في كتابه (الأبطال) إذ جعل محمدا نموذج البطولة النبوية، وبذلك سجل (كاربل) في سجل المنصفين.
- وأخيرًا، وليس آخرًا، أو ما علمتم ما كتبه جاركم الأمريكي:
(مايكل هارت) العالم الفلكي، بهيئة الفضاء الأمريكي في كتابه:
(المائة: تقويم لأعظم الناس أثرا في التاريخ) وكان من أسس اختياره أن يكون الشخص ذا أثر عالمي، لا إقليمي، ذا أثر عميق، في أمته، وفي تاريخ الإنسانية، وأن يكون أثره في العالم، وحكمه للعقول
قائما على المنطق والصدق، لا على استعباد العقول بالقوة المادية والعنف.