فكيف ساغ له أن يطلب أن يصرف عنه ما دبره، وفكر فيه آلاف السنين، ورضيه لنفسه، ورآه جامعا بين الرحمة والعدل.
٢ - وإذا كانت الأقانيم (١) الثلاثة ذوات متساوية، كما تدعون، وقد صلب واحد منها، أفلا يجوز ذلك على الأقنوم الأول:(الله) عملا بالقاعدة العقلية: ما جاز على أحد المثلين جاز على المثل الآخر؟
فإن قلتم: يجوز على الأقنوم الثاني، ما لا يجوز على الأول - بطل قولكم إنه مساو للأول، كما بطل قولكم إن الابن هو الله!!
٣ - في إنجيل متى ص ٢٦ أنه قال مخاطبا الحواريين: إن واحدا منكم يسلمني، فحزنوا جدا، وابتدأ كل واحد منهم يقول: هل أنا هو يا رب؟
فأجاب وقال: الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني، فأجاب يهوذا مسلمه وقال: هل أنا هو يا سيد؟
قال له: أنت قلت لا.
ولكن في يوحنا: ص ١٣:
قال: إن واحدا منكم سيسلمني، فكان التلاميذ ينظر بعضهم إلى بعض متحيرين، فأشار بطرس إلى تلميذ كان يسوع يحبه، أن يسأله من عسى أن يكون الذي قال عنه، أجاب يسوع: هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطه، فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سِمعان الإسخريوطي.
فالذي في متى أن الذي يسلمه هو الذي يغمس يده معه في الصحفة.
والذي في يوحنا أن المسيح هو الذي يغمس اللقمة ويعطيه إياها!!
٤ - وفي متى ص: ٢٦ أن يهوذا جعل لليهود علامة هي: أن يقبّل يسوع، فيأخذوه.
(١) الأقنوم: كلمة سريانية بمعنى: شخص، أو كائن مستقل بذاته.