للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سادسا الحجاب حياء

* الحياء مشتق من الحياة، والغيث يسمى حيا- بالقصر - لأن به حياةَ الأرض والنبات والدواب، وكذلك سميت بالحياء حياة الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا، شقي في الآخرة، وحقيقته أنه خُلُق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق.

* وبين الذنوب وبين قلة الحياء، وعدم الغيرة تلازم من الطرفين، وكل منهما يستدعي الآخر، ويطلبه حثيثا (١) .

* والحياء من أبرز الصفات التي تنأى بالمرء عن الرذائل، وتحجزه عن السقوط إلى سفاسف الأخلاق، وحمأة الذنوب، كما أن الحياء من أقوى البواعث عل الفضائل وارتياد معالي الأمور:

* عن أبي السَّوَّار العدوي حسان بن حريث قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير"، وفي رواية قال: " الحياء خير كله "، أو قال: "الحياء كله خير" شك الراوي (٢) .

* ولعظيم أثره جعله الإسلام في طليعة خصائصه الأخلاقية:

يُروَى عن زيد بن طلحة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء" (٣) .


(١) انظر: "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص (٧٢) ، و"مدارج السالكين" (٢/ ٢٥٩) .
(٢) أخرجه البخاري (١٠/ ٥٣٧) في الأدب: باب الحياء، ومسلم رقم (٣٧) في الحياء: باب بيان عدد شعب الإيمان، وأبو داود رقم (٤٧٩٦) في الأدب: باب الحياء.
(٣) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٠٥) في حسن الخلق: باب ما جاء في الحياء مرسلا، ووصله ابن ماجة رقم (٤١٨١) و (٤١٨٢) بسندين ضعيفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>