بعد أن أعلن الإسلام موقفه الصريح من إنسانية المرأة وأهليتها وكرامتها، نظر إلى طبيعتها وما تصلح له من أعمال الحياة، فأبعدها عن كل ما يناقض تلك الطبيعة، أو يحول دون أداء رسالتها كاملة في المجتمع، ولهذا خصها ببعض الأحكام عن الرجل زيادة أو نقصانا، كما أسقط عنها- لذات الغرض، بعض الواجبات الدينية والاجتماعية كصلاة الجمعة، وهيئة الإحرام في الحج، والجهاد في غير أوقات النفير العام، وغير ذلك مما يأتي إن شاء الله مما ينسجم مع فطرتها وطبيعتها، ولا يرهقها من أمرها عسرا. [قال تعالى:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية الحجرات (١٣) ] .
وبيَّن ذلك في قوله تعالى:(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها) الزمر (٦) .
وبهذا دلت آيات القرآن على أن المرأة الأولى كان وجودها الأول مستندَا إلى وجود الرجل وفرعا منه، وهذا أمر كوني قدري من الله، أنشأ المرأة في إيجادها الأول عليه، وجاء الشرع الكريم المنزل من عند الله ليعمل به في أرضه، بمراعاة هذا الأمر الكوني القدري في حياة المرأة في جميع النواحي.