للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

القضية الأم

القرآن والسلطان

اعلم أن الشريعة أصل، والملك حارس،

وما لا أصل له ... فمهدوم،

وما لا حارس له ... فضائع.

الأمام أبو حامد الغزالي

إن الإسلام كل لا يتجزأ، وليست مظاهر الانحراف عن هذا الدين في معظم المجالات إلا نتيجة ضياع "السلطان" الذي جاء فيه عن عثمان بن عفان رضي عنه قوله: "ما يزعُ الناسَ السلطانُ أكثرُ مما يزعهم القرآن " (٣١) .

ونظًرا لما يمنحه الإسلام للسلطان من صلاحيات يحرس بها الدين،

ويذود عن حماه، ويسوس الدنيا بالدين، فيؤتمن على مصاير البلاد، ومصالح العباد، فطن أعداء الإسلام أيضًا لهذا المصدر العظيم من مصادر قوة الأمة، فحرصوا على نقض هذه العروة الوثقى من عرى الإسلام، وقد تم لهم ما أرادوا حين أفلحوا في الإجهاز على آخر شكل صوري للخلافة العثمانية، فتحقق مصداق قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لتنْقَضَن عُرَى الإسلام


(٣١) رواه عنه يحيى بن سعيد وأخرجه رزين، وإسناده منقطع، وهو مشهور من كلام عثمان رضي الله عنه " جامع الأصول" (٤/٨٣-٨٤) ، وَزَعَ يزعُ: إذا كف، وردع.

<<  <  ج: ص:  >  >>