للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل رجع " قاسم أمين " عن آرائه؟]

زعم بعض الباحثين أن قاسم أمين (عدل عن رأيه في عام ١٩٠٦ م بعد أن تبين له أنه ضل الطريق وذلك ضمن حديث له إلى صحيفة " الظاهر " التي كان يصدرها " محمد أبو شادي " المحامي أعلن فيه رجوعه عن رأيه كما أعلن فيه أنه كان مخطئاً في

" توقيت " الدعوة إلى تحرير المرأة) (١٢٥)

وقد استدل من ذهب إلى ذلك بحديثه المذكور آنفاً في صحيفة " الظاهر " وفي الاستدلال بهذا الحديث نظر لأن عبارته لم تكن صريحة في توبته عن ضلاله بالكلية ولكنه ادعى أن خطأه كان فقط في (توقيت) الدعوة إلى تحرير المرأة وليس في مضمون الدعوة ذاتها وإليك نص عبارته في ذلك:

قال " قاسم أمين ":

(لقد كنت أدعوا المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في تحرير نسائهم وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم.. ولكني أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس فلقد تتبعت خطوات النساء في


وعندما انتهت الزيارة وصعدت ملكة أفغانستان إلى الباخرة الإيطالية التي أقلتها إلى أوربا أسرعت ونزعت الحجاب بحركة عصبية وقالت للصحافيين:
" أظن أننا لم نعد مقيدين بأوامر الملك فؤاد " اهـ
من مقالات بعنوان: (من عشرة لعشرين) للصحافي مصطفى أمين - أخبار اليوم ٩ يناير ١٩٨٢ م.
(١٢٥) (الأخوات المسلمات) ص (٢٥٢) ولعل مما يضعف احتمال رجوعه عن مذهبه ما قالته " هدى شعراوي "
في حفل تكريم ذكرى رحيل " قاسم أمين " العشرين - والذي حضره صفية زغلول وطه حسين ولطفي السيد وواصف غالي وتوفيق دوس ومصطفى عبد الرزاق: (سادتي وسيداتي: اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بآخر
كلمة نطق بها المرحوم قاسم أمين في حفلة نادي المدارس العليا وهو يحيي الطلبة الرومانيين ليلة وفاته إذ
قال: " كم أكون سعيداً في اليوم الذي أرى فيه سيداتنا يزين مجالسنا كما تزين طاقات الزهور قاعات
الجلوس " هذه هي آخر جملة نطق بها المرحوم قاسم قبل أن يلبي دعوة ربه ببرهة وجيزة وهي
كما ترون تتضمن أمنية غالية لم يمهله الموت حتى يشاهد تحقيقها) اهـ
من (حواء) العدد (١٢٤٩) ٣٠ أغسطس ١٩٨٠ م ص (١٤ - ١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>