الحق الأول: غض الطرف عن الهفوات والأخطاء، وخاصة غير المقصود منها السوء في الأقوال والأفعال، وقد روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كُل بَني آدَمَ خَطَّاء، وخير الخطائين التوابون "(٥٩٠) .
فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه، فلكل جواد كبوة، ولكل امرئ هفوة، ولكل إنسان زلة، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر.
قال الشاعر:
إذا كنتَ في كُل الأمور مُعاتِبًا ... صديقَكَ، لم تَلْقَ الذي لا تُعَاتِبُه
إذا أنتَ لم تشربْ مِرارًا على القَذَى ... ظمِئتَ، وَأي الناس تَصْفُو مَشَارِبُهْ؟
مَنْ ذَا الذي ترضَى سجاياه كُلها؟ ... كفى المرءَ نُبْلا أن تُعَد مَعَايِبُهْ
وقال آخر:
مَنْ ذا الذي ما ساءَ قط ... ومَن لَه الحسنى فقط؟!
وقال آخر:
(٥٩٠) أخرجه الترمذي رقم (٢٥٠١) في صفة القيامة: باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه، وابن ماجه رقم (٤٢٥١) في الزهد: باب ذكر التوبة، والدارمي (٢/٣٠٣) في الرقاق: باب في التوبة، وأحمد (٣/١٩٨) ، وحسنه الألباني في " صحيح الجامع" (٤/١٧١) .