للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخر:

يا أخت سابغة البراقع في الأباطح والوعور

قري فديتك حيث لا تؤذيك لا فحة الهجير

ودعي الجنوح إلى السفور وخففي ألم العشير

النمر لو لزم الشرى (٣١٢) من كان يطمع في النمور؟

والطير تأخذها شباك الصيد في ترك الوكور (٣١٣)

[عبرة]

والآن فلنتوقف - إلى حين - لنطالع هذه (العبرة) كما حكاها الكاتب الأديب

" المنفلوطي " في مقال له في مسألة الحجاب (٣١٤) قال رحمه الله:

{ذهب فلان إلى أوربا وما ننكر من أمره شيئاً فلبث فيها بضع سنين ثم عاد وما بقي مما كنا نعرف منه شيء: ذهب بوجه كوجه العذراء ليلة عرسها وعاد بوجه كوجه الصخرة الملساء تحت الليلة الماطرة وذهب بقلب نقي طاهر يأنس بالعفو ويستريح إلى العذر وعاد بقلب ملفف مدخول لا يفارقه السخط على الأرض وساكنها وعلى السماء وخالقها وذهب بنفس غضة خاشعة ترى كل نفس فوقها وعاد بنفس ذهابة نزاعة لا ترى شيئاً فوقها ولا تلقي نظرة واحدة على ما تحتها وذهب بنفس مملوءة حكمة ورأياً وعاد برأس كرأس التمثال المثقب لا يملأه إلا الهواء المتردد وذهب وما على الأرض أحب إليه من دينه ووطنه وعاد وما على وجهها أصغر في عينيه منهما وكنت أرى أن هذه الصور الغريبة التي يتراءى بها هؤلاء الضعفاء من الفتيان العائدين


(٣١٢) الشرى: كعلي، الجبل، وطريق في سلمى كثيرة الأسد، وجبيل بتهامة كثيرة السباع - انظر " القاموس
المحيط " (٤ / ٣٥٠) .
(٣١٣) (فقه النظر في الإسلام) ص (٤٩) .
(٣١٤) (العبرات) للمنفلوطي ص (٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>