من فضل الله تعالى وتكريمه لبني آدم أن شرع لهم الزواج، وجعل طريقة تناسلهم بهذه الطريقة الشريفة المنظمة المحفوظة المصونة لئلا تختلط المياه، وتشتبه الأنساب بخلاف ما عليه طريقة تناسل الحيوانات والبهائم.
ولم تعد المرأة في ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين دنسًا يجب التنَزه عنه، ولكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده.
قال سبحانه في وصف الرسل ومدحهم:(ولقد أرسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم أزواجًا وذرية) الرعد (٣٨) ، فذكر ذلك في معرض الامتنان، وإظهار فضله سبحانه عليهم، والمعنى:
وجعلناهم بشرا يقضون ما أحل الله من شهوات الدنيا، وإنما التخصيص في الوحي، فهذه سنة المرسلين كما نصت عليه هذه الآية، والسنة واردة بمعناها.
ومدح عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك في دعائهم، فقال عز من قائل:(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتِنا قرة أعين) الفرقان (٧٤) ، وقال سبحانه وتعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم (٢١) .
ولا تستعمل لفظة "آية" في القرآن المجيد إلا في الأمور الجليلة العظيمة، ليدل على قوة وقدرة الخالق تبارك وتعالى، وقد قرن الله تبارك