للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الرجل قائما عليها وجعلها مستندة إليه في جميع شئونها كما قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء) الآية- النساء (٣٤) ، فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق لأن الفوارق بين النوعين كونا وقدرًا أولًا، وشرعا مُنَزلا ثانيا، تمنع من ذلك منعًا باتا.

ولقوة الفوارق الكونية القدرية والشرعية بين الذكر والأنثى، صح صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن المتشبه من النوعين بالآخر، ولا شك أن سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد التشبه منهم بالآخر لتحطيم هذه الفوارق التي لا يمكن أن تتحطم.

وقد قال تعالى: (ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزَى) النجم (٢١) أي غير عادلة لعدم استواء النصيبين لفضل الذكر على الأنثى.

ولذلك وقعت امرأة عمران في مشكلة لما ولدت مريم، قال تعالى عنا: (فلما وَضَعَتها قالت رب إني وضعتُها أنثى والله أعلم بما وَضَعَتْ وليس الذكر كالأنثى) الآية آل عمران (٣٦) .

فامرأة عمران تقول: (وليس الذكر كالأنثى) وهي صادقة في ذلك بلا شك.

والكفرة وأتباعهم يقولون: " إن الذكر والأنثى سواء".

ولا شك عند كل عاقل في صدق هذه السالبة، وكذب هذه الموجبة] (٢٨٧) .

مقتضى الفطرة في أعمال الزوجين:

الإسلام دين الفطرة، وما قررته الشريعة من اقتسام أعمال الزوجية بين الرجل والمرأة هو مقتضى هذه الفطرة، فقد فضل الله الرجل في خلقته بقوة في الجسم والعقل كان بها أقدر على الكسب والحماية والدفاع الخاص


(٢٨٧) من "أضواء البيان" للشنقيطي (٧/٦٣٠-٦٣٣) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>