للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن رسلان: لأنه لبس الشهرة في الدنيا ليعز، ويفتخر على غيره، ويلبسه الله يوم القيامة ثوبًا يشتهر بمذلته واحتقاره بينهم عقوبة له، والعقوبة من جنس العمل. اهـ (١) .

وقال المناوي: "ثم تلهب فيه النار" عقوبة له بنقيض فعله، والجزاء من جنس العمل، فأذله الله كما عاقب من أطال ثوبه خيلاء بأن خسف به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة اهـ (٢) .

تنبيهات.

* الأول: ليس هذا الحديث مختصَّا بنفيس الثياب، بل قد يحصل ذلك ممن يلبس ثوبَا يخالف ملبوس الفقراء من الناس، ليراه الناس فيتعجبوا

من لباسه، ويعتقدوه، وإذا كان اللبس لقصد الاشتهار في الناس، فلا

فرق بين رفيع الثياب ووضيعها، والموافق لملبوس الناس والمخالف، لأن التحريم يدور مع الاشتهار، والمعتبر القصد، وإن لم يطابق الواقع) (٣) ،

لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (٤) .

* الثاني: لعل الحكمة في تحريم أو كراهة لباس الشهرة؛ أنه يزري بصاحبه، وينقص مروءته.

وفي "الغنية" للشيخ عبد القادر رحمه الله: (من اللباس المنزََّه عنه كل لبسة يكون بها مشتهرًا بين الناس، كالخروج عن عادة بلده وعشيرته


(١) نقله عنه في "نيل الأوطار" (٢/١٢٦) .
(٢) "فيض القدير" (٦/ ٢١٩) .
(٣) "نيل الأوطار" (٢/ ١٢٦) ، وراجع- لزاما - "مجموع الفتاوى" (٢٢/ ١٣٧- ١٣٩) .
(٤) رواه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه البخاري (١/ ١٥) في بدء الوحي، والإيمان، والعتق، وغيرها، ومسلم رقم (١٩٠٧) في الإمارة، وأبو داود رقم (٢٢٠١) في الطلاق، والترمذي رقم (١٦٤٧) في فضائل، الجهاد، والنسائي (١/٩٥ -٦٠) في الطهارة: باب النية في الوضوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>