للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله:

إنْ يَنْتَسِبْنَ إلى الحِجَاب ... فَإنه نَسَبُ الدَخيل

أهي التي فرض الحجا ... ب لصونها شرع الرسول؟

جُعِلَ الحجابُ مُعاذَها ... من ذلك الداءِ الوبيل (١)

تقول الداعية الفاضلة نعمت صدقي رحمها الله:

(ولو أن المتبرجة تأملت بعين بصيرتها، ولو كان لها قلب يعي، لوجدت أنها- باصطناعها هذا الجمال المزور، ومبالغتها في التزين- لن تكتسب في الحقيقة جمالا ولا محاسن، بل إنها تمسخ وجهها، وتخفي ما حباها الله به من الجمال الفطري، بقناع من الأصباغ الزاهية، التي تختلف وتشذ عن الطبيعة، ينبو عنها الذوق السليم، وهي لا تأبه لذلك، ولا تفطن لما صنعت لوجهها من التشويه والتقبيح، فإن الله تعالي لم يخلق جفونًا زرقاء لامعة، ولا سوداء قاتمة، إلا في القردة والكلاب، ولا شفاهًا حمراء قانية، كأنها ولغت في الدم المسفوح، ولا خدودًا مضطرمة متوهجة الاحمرار، ولا حواجب هلاليه لامعة تذكر بما يتخيلون ويصفون في الأساطير من حواجب الشيطان، وأظافر مدببة حمراء كأنها مخالب حيوان كاسر مخضبة بدماء فريسته، فبالله هل هذا جمال أم دمامة وبشاعة؟!

قل للجميلةِ أرسلَتْ أظفارَها ...

إني لخوفٍ كدتُ أمضي هاربا

إن المخالبَ للوحوشِ نخالُها ...

فمتى رأينا للظباءِ مخالبا

بالأمسِ أنتِ قصصتِ شعرَكِ غيلة ...

ونقلتِ عن وضع الطبيعة حاجبا

وغدًا نراك نقلتِ ثغرَكِ لِلقَفا ...

وأزحتِ أنفَكِ رغم أنفِكِ جانبا


(١) راجع القصيدة في "معركة الحجاب والسفور" ص (١٦٠- ١٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>