(١) رجال هذا الإسناد جبال في الثقة والضبط، فابن جرير هو الحافظ الطائر الصيت، المفسر المشهور، ويعقوب هو ابن إبراهيم الدورقي ثقة، وابن عُلَيَّة هو إسماعيل بن علية إمام كبير ثقة، وابن عون هو عبد الله بن عون المزني أحد الأعلام ثقة ثبت، ومحمد هو ابن سيرين أحد الأعلام التابعين، وعَبيدة هو السلماني إمام ثقة زاهد، وهو من أعلام التابعين الكبار، ومخضرم ثقة ثبت، قال الحافظ في "التهذيب": (كان "شريح" القاضي إذا أشكل عليه شيء من أمر دينه سأله، ورجع إليه) اهـ (٧/ ٨٤) ، قال الإمام الذهبي: (عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي الفقيه العَلَمَ، كاد أن يكون صحابيّا، أسلم زمن الفتح باليمن، وأخذ العلم عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما، قال الشعبي: (كان يوازي شريحًا في القضاء) ، وقال العجلي: عبيدة أحد أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يقرءون، ويفتون الناس "، وقال ابن سيرين: (ما رأيت رجلا أشد توقيًا من عبيدة) ، وكان مكثرًا عنه) انظر: "تذكرة الحفاظ " (١/ ٥٠) ، وإذا تقرر لديك أن عبيدة السلماني من كبار التابعين، وأنه آمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نزل المدينة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يزل بها حتى مات، لعلمت حينئذ أنه يفسر ما كان سائدًا في المجتمع الذي كان يمثله أجلة الصحابة رضي الله =