للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية هشام عن قتادة: "رويدك سوقك، ولا تكسر القوارير" قال

أبو قلابة: يعني ضعفة النساء، قيل في تفسيره: شبههن بالقوارير لسرعة

انقلابهن عن الرضا، وقلة دوامهن على الوفاء، كالقوارير يسرع إليها

الكسر، ولا تقبل الجبر، وقد استعملت الشعراء ذلك، قال بشار:

ارفق بعمرو إذا حركت نسبته ... فإنه عربي من قوارير (١)

والمقصود أن من أراد تقويم الزجاجة كسرها، ومن هذا الوجه جاءت وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرَا، وباستعمال الرفق بهن في كل أمر يُطلب منهن الاستقامة عليه، وهذا من أهداف حسن العشرة.

ومعلوم أن غالب النساء ضعيفات بالخير، قويات بالشر والفتنة،

فالرجل قائم على المرأة مسؤول عنها بالمعنى الكامل في جميع أوجه الخير،

وإلزامها بلوازم الإسلام، وما يجب لها، وعليها، من إيصال النفع، ودفع الشر.

وهذا كله داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "لتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا" أو "لتقصرنه على الحق قصرًا" (٢) .

والأطر معناه العطف، أي: تعطفونه، وتردونه، والقصر: معناه الحبس أي يحبس عن فعل الشر، هكذا قال العلماء.

فكل من لا يمتثل الحق، ويأخذ الواجبات الشرعية فإنه ظالم يجب


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٥٦١) .
(٢) جزء من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه أبو داود رقم (٤٣٣٦) في
الملاحم، باب الأمر والنهي، والترمذي رقم (٣٠٥٠) في أبواب تفسير القرآن باب (٤٨) من تفسير سورة المائدة وحسنه، ورواه ابن ماجة رقم (٤٠٠٦) في
الفتن، باب الأمر بالمعروف، والطبري (١٠/ ٤٩١) ، وفي سنده عند الجميع
انقطاع لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه كما نص عليه غير
واحد، وفي الباب عن أبي موسى عند الطبراني، قال الهيثمي في "المجمع" (٧/
٢٦٩) : "ورجاله رجال الصحيح" اهـ،

<<  <  ج: ص:  >  >>