للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى تحرير المرأة، قال الأستاذ " أنور الجندي ":

أما شعر " نزار قباني " الذي أوسعت له الصحافة العربية الصفحات فيكفيني في التعريف به ما كتبه " محمد سالم غيث " في كتاب له حول شعر " نزار " يقول: لقد خلع " نزار " ثياب الرجل كثيراً ولبس ثياب المرأة وتقمص شخصيتها وتحدث بلسانها وقال: إنه يفعل ذلك " دفاعاً عن المرأة التي حكم عليها هذا الشرق الغبي بالإعدام "

حتى إنه ليقدم أحد كتبه الفاجرة إلى طالبات الجامعة الأمريكية ويقول:

" إنه كتابكن كتاب كل امرأة حكم عليها هذا الشرق الغبي بالإعدام ونفذ حكمه فيها قبل أن تفتح فمها ولأن هذا الشرق غبي وجاهل ومعقد يضطر رجل مثلي أن يلبس ثياب امرأة ويستعير كحلها وأساورها ليكتب عنها من مفارقات القدر أن أصرخ أنا بلسان النساء ولا تستطيع النساء أن يصرخن بأصواتهن الطبيعية "؟

ولا نستطيع أن نعلق على هذا إلا بما كتبه " صالح جودت " قائلاً:

(لا رحم الله نزار: لقد مات كسوري ومات كعربي

ومات كشاعر ومات كإنسان) (٢٦٩) اهـ.

شعر:

لا بوركت تلك الأكف فإنها ضربت على الألباب سداً عاتياً

حجبت صديع (٢٧٠) الرشد عنها فارتمت تجتاب ليل الغي أسفع داجياً

بعثوا الصحائف يلتوين كأنما بعثوا بهن عقارباً وأفاعيا

صحف يزل الصدق عن صفحاتها ويظل جد القول عنها نابيا

ليت الزلازل والصواعق في يدي فأصبها للغافلين قوافيا

فنيت براكين القريض ولا أرى ما شفني من جهل قومي فانيا

فلئن صمتُّ لأصمتن تجلدا ولئن نطقت لأنطقن تشاكيا (٢٧١)


(٢٦٩) " الصحافة والأقلام المسمومة "، ص (١٦٧ - ١٦٨) بتصرف.
(٢٧٠) الصديع: الصبح.
(٢٧١) " الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر "، (١ / ٢٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>