للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد أن رجلا قال له: يا أبا سليمان! اتق الله، فإن الفتن ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حيٌّ فلا، إنما تكون بعده، فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج) (١٢) اهـ، وقال المناوي رحمه الله: ("كهجرة إليَّ " في كثرة الثواب، أو يقال: المهاجر في الأول كان قليلا لعدم تمكن أكثر الناس من ذلك، فهكذا العابد في الهرج قليل، قال ابن العرفط: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقعت الفتن تعيَّن على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة، ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة) (١٣) اهـ.


(١٢) "فتح الباري" (١٣/١٥) .
(١٣) "فيض القدير" (٤/٣٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>