للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦

أمة قط إلا من قبل نسائهم " (١٨) .

وقد كان للمرأة المسلمة دور رائع في بناء الصرح الإسلامي نفرده بالبسط في فصول مقبلة إن شاء الله، وقد انتفعت الأمة بهذا الحد النافع من سلاح المرأة في قرونها الخيرية، ثم لم تلبث الحال أن تدهورت شيئا فشيئا وجرحت الأمة بالحد المهلك من "سلاح المرأة" (١٩) وهل ننسى أن المعز الفاطمي - بعد أن فتح ما يلي إفريقية من البحر المحيط أخذ يرنو إلى غزو مصر واجما متهيبا حتى جاءته الأنباء متواترة عن "استهتار" نساء الإخشيد، فتحرك للعمل وأرسل قائده جوهرا لفتح مصر وقال: "اليوم فتحت مصر، الآن لا يصدنا عنها شيء"، فكان الأمر وفق ما قال (٢٠) .

وكذلك لا ننسى أن انحراف المرأة أو الانحراف بالمرأة كان السبب الأول في أن حضارات عتيقة انهارت وتمزقت كل ممزق ونزل بأهلها العقاب الإلهي، والأوجاع والأمراض الفتاكة كما وقع قديما لليونان والرومان والفرس والهنود وبابل وغيرها من الممالك (٢١) ، أما في عصرنا الحاضر فقد ذخر التاريخ الحديث بعبر وَمَثُلات تزيد يقين المؤمن بشؤم هاتيك المعاصي والشهوات التي غرق فيها الغربيون، وتبعهم عليها كثير من الأمم، الأمر الذي ينذر بسوء العاقبة، ويحق لنا معه أن نتساءل:

(أليس حسبنا أن نرى - مثلا - حاملة لواء هذه الفوضى اللاأخلاقية "فرنسا" تركع أمام خصومها وتحت أقدام أعدائها مستسلمة في سرعة


(١٨) "حلية الأولياء" (٦/٧٦) .
(١٩) انظر: "المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها" الجزء الثالث.
(٢٠) "المرأة العربية" (٣/٦٣) ، و"تأملات في المرأة والمجتمع" لمحمد المجذوب (ص ٧٩) .
(٢١) انظر: الحجاب" للمودودي ص (٨-٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>