للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء، (٢٤٣) .

وصدق الله العظيم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة (١٢٨) .

إبطال عادات الجاهلية في الجنائز

لقد تأثرت المرأة بأدب الإسلام، وخرجت عما احتكم بها في الجاهلية من عادة نافرة، وتقليد ذميم، وكان أول ما لُقنت المرأة من أدب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الاعتصام بالصبر، إذا دجا الخطب، وجل المصاب، فحال الإسلام بينها وبين ما كانت تعتاده في الجاهلية إذا ذهب الموت بعزيز لها أو كريم من آلها من شق الجيوب، ولطم الوجوه، إلى غير ما ذكرناه سابقَا.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء في المدينة: " على ألا يَنُحْنَ، ولا يخمشن وجهًا، ولا يشققن جيبًا، ولا يدعين ويلًا، ولا ينشرن شعرا، ولا يقلن هجرا " (٢٤٤) .

طوقت تلك البيعة أعناق المؤمنات جميعا، فأصبحت من أركان دينهن، وعمد إيمانهن، ثم أصغين إلى ما كتب الله للصابرين والصابرات من


(٢٤٣) رواه البخاري (٩/٢١٨) في النكاح: باب المداراة مع النساء، وفي الأنبياء، والأدب، والرقاق، ومسلم رقم (١٤٦٨) في الرضاع: باب الوصية بالنساء، والترمذي رقم (١١٨٨) في الطلاق: باب ما جاء في مداراة النساء - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر: " زاد المسلم" (٢/١٤٠) ، (٣/٢٦٣) .
(٢٤٤) انظر تخريجه هامش رقم (٢٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>