للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك كانت النساء في ذلك العهد الكريم مبعث كل شيء في نفوس أبنائهن، والأمر في ذلك ما قال رافع بن هُريم:

فلو كنتم لِمُكْيِسَة لكاست ... وكَيس الأم يُعْرَفُ في البنينا

أما بعد:

فأولئك هن الأمهات اللواتي انبلج عنهن فجر الإسلام، وسمت بهن عظمته، وصدعت بقوتهن قوته، وعنهن ذاعت مكارمه، ورسخت قوائمه، وهكذا كانت الأم في عصور الإسلام الزاهية، وأيامه الخالية: مهبط الشرف الحر، والعز المؤثل، والمجد المكين، وصدق الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراقِ

الأم روض إن تعهده الحيا ... بالري أورق أيما إيراقِ

الأم أستاذ الأساتذة الألى ... شَغلَتْ مآثرهم مدى الآفاق


= مشارع الأشواق، إلى مصارع العشاق، ومثير الغرام إلى دار السلام) ص (٢٦-٢٩) ، للعلامة المجاهد أحمد بن إبراهيم النحاس رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>