للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كن له سترًا من النار " (٤٩٥) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " بشيء" يصدق على البنت الواحدة.

قال محمد بن سليمان: (البنون نِعَم، والبناتُ حسنات، والله - عز وجل - يحاسب على النِّعم، ويجازي على الحسنات" (٤٩٦) .

وعنها أيضا رضي الله عنها قالت: (جاءت مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطَت كُل واحدة تمرة، وَرَفَعَت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار " (٤٩٧)) .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء " (٤٩٨) الحديث.

لقد كان العرب في الجاهلية يأنفون أن يداعب الرجل وليدته، أو يسمح لها أن تمرح بين يديه، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نقض تلك السنة


= والابتلاء: الاختبار بما يظهر به التزام الحق والشرع أو عدمه، قال شيخ الإسلام النووي رحمه الله: (إنما سماه ابتلاء لأن الناس يكرهونهن في العادة) اهـ. من " شرح النووي لصحيح مسلم " (١٦/١٧٩) .
(٤٩٥) تقدم تخريجه برقم (٤٢٧) .
(٤٩٦) " صون المكرمات برعاية البنات " ص (٢٨) .
(٤٩٧) تقدم تخريجه برقم (٤٢٧) .
(٤٩٨) رواه أبو داود رقم (٤٩٤١) في الأدب: باب في الرحمة، والترمذي رقم (١٩٢٥) ، وصححه، ووافقه الذهبي، وانظر: " مجمع الزوائد" (٨/١٨٧) ، وقال الترمذي: " حسن صحيح "، وصححه الحافظ العراقي، وغيره، وانظر: " السلسلة الصحيحة " رقم (٩٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>