ولا شك أن لتعاون الزوجين على البر والتقوى آثارًا عظيمة عليهما وعلى ذريتهما في الحاضر والمستقبل.
أما في الحاضر: فإن شيوع هذه الروح في البيت وتشبع الطفل بها، يؤدى إلى حبه لطاعة الله، وتعظيمه لشعائر الإسلام، وسهولة انقياده لأمر الله، اقتداءً بأبويه كما قال تعالى:(ذرية بعضها من بعض) آل عمران (٣٤) ، وأما في المستقبل القريب في الدنيا:
فقد بين القرآن الكريم أن صلاح الآباء ينفع الأبناء، وهذا الخضِر عليه السلام وقد بنى الجدار متبرعَا، فيقول له موسى عليه السلام:(لو شئت لتخذت عليه أجرا) الكهف (٧٧) ، فيبين له سبب عدم أخذه على ذلك أجرًا، فيقول:(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحَا) الآية الكهف (٨٢) ، وإذا ما نشأث الذرية على طاعة الله عز وجل، وتعظيم دينه، سهل عليهم أمر التكاليف الشرعية حين يبلغون، فيستحقون بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في قوله:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم: " شابا نشأ في عبادة الله عز وجل "(٦٠١) ، ثم إذا فارق الأبوان الدنيا نفعهما دعاء الولد
(٦٠١) جزء من حديث رواه البخاري (٢/١١٩) ، في الجماعة، ومسلم رقم (٢٠٣١) في الزكاة، والترمذي رقم (٢٣٩٢) في الزهد، والنسائي (٨/٢٢٢) في القضاة، وغيرهم.