للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (أجمع المؤرخون على أن جميع الأعمال الطيبة، والأفعال الحسنة التي قام بها المهدي (٦١٢) ، فأكسبته الشهرة الفائقة، إنما كانت بتأثير زوجته " الخيزران ") (٦١٣) .

وفي العصر المتأخر كان للزوجة العاقلة أكبر الأثر في نصرة أعظم حركة تجديدية شهدتها الأمة منذ أوائل القرن الثاني عشر الهجري حتى يومنا هذا:

إذ لما قدم شيخ الإسلام " محمد بن عبد الوهاب " رحمه الله إلى " الدرعية " ليعرض دعوته على أميرها " محمد بن سعود " لعله ينصره بسيفه، ويحمى الدعوة التجديدية الوليدة، أوعز تلميذ شيخ الإسلام الشيخ " أحمد بن سويلم العريني " إلى " ثنيان " و " مشاري " أخوي الأمير " محمد بن سعود"، وكانا من أنصار الشيخ وأتباعه، أوعز إليهما أن يستكشفا رأي أخيهما الأمير محمد في شأن الشيخ، ويقفا على مدى استعداده لمناصرة دعوته، فلم يترددا في قبول طلبه، وخَفا مسرِعَيْن إلى دار أخيهما الأمير محمد، وشرعا أولا بمفاوضة زوجته المسماة " موضى بنت أبي وهطان " من آل كثير، وكانت امرأة مشهورة بوفرة الذكاء والنباهة وسعة الإدراك، وقد تحدث الأخَوان إلى زوجة أخيهما طويلًا في المهمة التي جاءا من أجلها، وعن الدعوة التي يدعو إليها الشيخ، ومدى فائدتها في محاربة البدع والخرافات، ومكانة الشيخ، وما هو عليه من علم ومعرفة، وصفة ما يأمر به وينهى عنه، وأخيرًا طلبا إليها أن تفاوض زوجها لمناصرة


(٦١٢) هو الخليفة محمد بن عبد الله المنصور.
(٦١٣) " مرآة النساء " ص (٨٦) ، وهي أم الهادي، وهارون الرشيد، ملكة حازمة، عاقلة، لبيبة، دينة، خيرة، متفقهة، أخذت الفقه عن الإمام الأوزاعي، كما في " الأعلام " (٢/٣٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>