للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الرزاق) الآيات الذاريات (٥٦-٥٨) ، ومعلوم أن ترك الاكتساب للصلاة المفروضة فرض، وليس المراد بالمداومة عليها إلا أداؤها دائمًا في أوقاتها المعينة لا استغراق الليل والنهار بها، ويستشعر من الآية أن الصلاة مطلقًا تكون سببًا لإدرار الرزق، وكشف الهم، وعن عبد الله بن سلام قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة، وتلا: (وأمر أهلك بالصلاة) (٩١١) ، وأخرج أحمد في الزهد وغيره عن ثابت قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهلَه خصاصة نادى أهله بالصلاة: صلوا صلوا، قال ثابت: وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة ") أفاده الألوسي (٩١٢) .

إذا فسد القوام عَم الفساد جمع الأقوام:

والرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية:

عن فضيل بن عياض قال: (رأى مالك بن دينار رجلا يسيء صلاته، فقال: " ما أرحمني بعياله! فقيل له: " يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته، وترحم عياله! " قال: " إنه كبيرهم، ومنه يتعلمون " (٩١٣)) .

قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله ضمن آداب الزوج:

(أن يتعلم المتزوج من علم الحيض وأحكامه ما يحترز به الاحتراز الواجب، ويُعَلم زوجته أحكام الصلاة، وما يقضى منها في الحيض، وما


(٩١١) عزاه في " الدر المنثور " إلى: (أبي عبيد، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، والطبراني في " الأوسط"، وأبو نعيم في " الحلية "، والبيهقي في " شعب الإيمان" بسند صحيح) اهـ (٤/٣١٣) .
(٩١٢) " روح المعاني" (١٦/ ٢٨٥) .
(٩١٣) "حلية الأولياء" (٢/٣٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>