للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل أنت خير من أبي زرع " (١٠١٥)) .

وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء فأشرب منه وأنا حائض، ثم يأخذه، فيضع فاه على موضع في، وإن كنت لآخذ العَرق فآكل منه، ثم يأخذه، فيضع فاه على موضع فِي " (١٠١٦) .

وقال الغزالي رحمه الله تعالى في (الإحياء) في " آداب المعاشرة وما يجري في دوام النكاح ".

(الأدب الثاني: حسن الخلق معهن، واحتمال الأذى منهن، ترحمًا عليهن، لقصور عقلهن، قال الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) ، وقال في تعظيم حقهن: (وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا) (١٠١٧) ، وقال تعالى: (والصاحب بالجنب) قيل هي: المرأة) .

ثم قال: " واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل،


(١٠١٥) هذه الزيادة أخرجها النسائي في " عشرة النساء" رقم (٢٥٦) ، وانظر: " بغية الرائد " للقاضي عياض، " مختصر الشمائل المحمدية " للألباني هامش ص (١٣٤) .
(١٠١٦) تقدم تخريجه برقم (١٧٧) .
(١٠١٧) قال الزمخشري: (الميثاق الغليظ حق الصحبة والمضاجعة، ووصفه بالغلظة لقوته وعظمه، فقد قالوا: صحبة عشرين يوما قرابة، فكيف بما جرى بين الزوجين من الاتحاد والامتزاج؟) اهـ.
(قال الشهاب الخفاجي: قلت بل قالوا:
صحبة يوم نسب قريب ... وذمة يعرفها اللبيب)
انظر " محاسن التأويل " (٥/ ١١٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>