للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عينه إلا التراب ويتوب الله على من تاب " (١١٨٨) .

ومن هنا أشار رسول الله إلى أن الإنسان الذي ينظر إلى من كان فوقه في الدنيا يزدرى نعمة الله عليه.

وقال بعض الصالحين: " يا ابن آدم إذا سلكت سبيل القناعة فأقل شيء يكفيك، وإلّا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك ".

إن القناعة تضفي على النفس الرضى والسعادة والطمأنينة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارض بما قسم الله لك تكن أسعدَ الناس (١١٨٩) .

ولقد قال الله تبارك وتعالى مخاطبًا نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم: (ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) (طه: ١٣١) .

وقال تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله، إن الله كان بكل شيء عليمًا (النساء: ٣٢) في هذه الآية نهي عن التمني، وتبيان للنهج السليم، وهو أن يسأل الله من فضله، فخزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا حد له.

وقد قصَّ علينا القرآن الكريم قصة قارون، وهي قصة مليئة بالمواعظ


(١١٨٨) رواه بنحوه البخاري (٦٤٣٩) في الرقاق: باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم رقم (١٠٤٨) في الزكاة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(١١٨٩) رواه بنحوه الترمذي رقم (٢٣٠٥) وقال: (حديث غريب، والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا) ، والطبراني في " الصغير" (٢/١٠٤) ، والإمام أحمد (٢/٣١٠) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وضعفه الألباني في " تخريج أحاديث مشكلة الفقر" رقم (١٧) ص (٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>