للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وإذا كان الزوج أعظم حقا على المرأة من والديها، وإذا كان الابن مأمورا شرعًا بأن يحفظ وُد أبيه (١٢٢٣) تقوية للرابطة الاجتماعية في الأمة، فإن الزوجة مأمورة شرعًا بأن تحفظ ود أهلِ زوجها من باب أولى لتقوية رابطة الزوجية في الأسرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أبر البر أن يحفظ الرجل أهل ود أبيه " (١٢٢٤) فلأن تحفظ المرأة أهل ود زوجها من باب أولى.

- كما أن إكرام الزوجة إياهما وهما في سن والديها خلق إسلامي أصيل: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرف لعالمِنا حَقَّه " (١٢٢٥) ، وعن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا " (١٢٢٦) ، وعن أنس وأسامة والأشعث رضي الله عنهم مرفوعًا: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا " (١٢٢٧) .

- وفي إحسانها لوالديه شكر لهما على ما أنعم الله عليها من ولدهما الذي تسببا في وجوده من العدم، وربياه، فأصبح زوجا لها، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يشكر الناس لا


(١٢٢٣) راجع ص (١٧٠ - ١٧١) .
(١٢٢٤) تقدم برقم (٣٨٦) .
(١٢٢٥) رواه الإمام أحمد (٥/٣٢٣) ، والحاكم (١/١٢٢) ، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب" (٩٦) .
(١٢٢٦) رواه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (٣٥٤) ، والترمذي رقم (١٩٢٠) ، وقال: " حسن صحيح"، والحاكم (١/٦٢) ، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والإمام أحمد (٢/١٨٥، ٢٠٧، ٢٢٢) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع" (٥/١٠٣) .
(١٢٢٧) رواه الترمذي رقم (١٩١٩) ، وقال: " غريب"، وصححه الألباني في " صحيح الجامع" (٥/١٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>