للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن فضالة بن عبيد مرفوعًا: " ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة، وعصى إمامه، ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجُها قد كفاها مُؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم " (١٢٦٢) " الحديث.

١٧- ومن حقه عليها: أن تحفظ حواسه وشعوره، وتتحرى ما يرضيه فتأتيه، وما يؤذيه فتجتنبه:

وينبغي لأبوي المرأة خصوصًا الأم أن تعرفها حق الزوج، وتبالغ في وصيتها، رُوي أن أسماء بن خارجة الفَزَاري (١٢٦٣) قال لابنته عند التزوج: (إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضًا، يكن لك سماءً، وكوني له مهادًا، يكن لك عمادًا، وكوني له أمة، يكن لك عبدًا، لا تلحفي به فيقلاك (١٢٦٤) ، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منكِ فاقربي منه، وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا طيبا، ولا يسمع منكِ إلا حسنًا، ولا ينظر إلا جميلًا) (١٢٦٥) .

وأوصى عبد الله بن جعفر بن أي طالب ابنته فقال: (إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء "، وقال رجل لزوجته:

خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضبُ

ولا تنقريني نقرك الدفَّ مرةً ... فإنك لا تدرين كيف المُغيبُ


(١٢٦٢) " السابق" ص (١٣١) .
(١٢٦٣) انظر ترجمته في " الإصابة" (١/١٩٥ - ١٩٦) .
(١٢٦٤) أي: لا تلحي عليه فيكرهك.
(١٢٦٥) انظر: " أحكام النساء" لابن الجوزي ص (٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>