للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكعب بن عاصم الأشعري، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة، وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء، وطال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد.

وقال ابن جابر وعثمان بن أبي العاتكة: كانت أم الدرداء يتيمةً في حِجْر أبي الدرداء، تختلف معه في بُرْنُس، تصلي في صفوف الرجال، وتجلس في حِلَق القرآن تعلَّمُ القرآن، حتى قال لها أبو الدرداء يومًا: " الحقي بصفوف النساء".

وعن جبير بن نُفير، عن أم الدرداء، أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت: " إنك خطبتني إلى أبَوي في الدنيا، فأنكحوك، وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة "، قال: " فلا تنكحين بعدى"، فخطبها معاوية، فأخبرته بالذي كان، فقال: " عليك بالصيام") .

قال مكحول: " كانت أم الدرداء فقيهة "، وعن عون بن عبد الله قال: " كنا نأتي أم الدرداء، فنذكر الله عندها"، وقال يونس بن ميسرة: " كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء رضي الله عنها، فإذا ضَعُفْنَ عن القيام، تَعَلَّقنَ بالحبال "، قال إسماعيل بن عُبيد الله: كان عبد الملك بن مروان جالسًا في صخرة بيت المقدس، وأم الدرداء معه جالسة، حتى إذا نُودِي للمغرب قام، وقامت تتوكأ على عبد الملك حتى يدخلَ بها المسجد، فتجلس مع النساء، ويمضي عبد الملك إلى المقام يصلي بالناس.

وعن يحيى بن يحيى الغسَّاني قال: كان عبد الملك بن مروان كثيرًا ما يجلس إلى أم الدرداء في مُؤخَر المسجد بدمشق) (١٤٠٨) اهـ.

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أم الدرداء الصغرى: تابعية عابدة


(١٤٠٨) "السابق" (٤/٢٧٧ - ٢٧٩) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>