للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبعون ومائة امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي) (١٤٦١) .

أما بعد: فذاك غيض من فيض حديث النهضة العلمية الإسلامية، وتلك آثار المرأة المسلمة فيها، ومآثرها عليها، فهل رأيت ما رأيت في أمة من الأمم قديمها وحديثها؟ اللهم إنها حكمة الله ملأ بها أحناء تلك الصدور (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا) (البقرة: ٢٦٩) .

فلو كان النساءُ كَمَنْ ذَكَرنا ... لَفضلَتِ النساءُ على الرجالِ

وما التأنيثُ لاسم الشمس عَيْبٌ ... وما التذكيرُ فخر للهلالِ

ومما ينبغي أن يعلم أن المرأة حازت تلك المكانة العلمية الرفيعة ضمن ضوابط شرعية محددة، تهيئ لها المناخ الصالح الذي تأمن فيه الاختلاط بالرجال، وحضور مجالسهم، فكانت تؤدي وظيفة العلم من وراء حجاب، ومن هنا فلا يجوز لأحد أن يستدل بهذه النماذج الطيبة من " العالمات المسلمات " على " استحلال " ما عليه مجتمعاتنا اليوم من اختلاط فاضح، وتهتك مزرٍ، وتبرج مشين، فهذا لا يمكن أن يقره دين ولا عقل، لتعارضه مع نصوص الشريعة الصريحة، ولمنافاته روحَها الراميةَ إلى سد الذرائع المفضية إلى الفتنة والفساد، ولكن تلك النماذج المشرقة دليل واضح على موقف الإسلام من حق المرأة في التعلم، على أن يتم في حدود ما أحل الله، وعلى أن تراعي طبيعتها وما يناسبها من أنواع العلوم، وعلى أن تصان مما يخدش عقيدتها وآدابها الإسلامية (١٤٦٢) .

* * *


(١٤٦١) " المرأة ومكانتها في الإسلام " للحُصَين ص (٥٧) .
(١٤٦٢) ويأتي مزيد بيان لقضية " تعليم المرأة " إن شاء الله في القسم الرابع من هذا الكتاب، يسر الله إتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>