للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كانت امرأة تُقَيَّنُ (١٤٧٣) في المدينة إلا أرسلت إليَّ تستعيره) (١٤٧٤) .

عن عبد الله بن أبي مليكة أنه جاء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقلت: " هذا ابن عباس يستأذن "، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله، فقال عبد الله: " هذا ابن عباس، وهى تموت "، فقالت: " دعني من ابن عباس "، فقال لها: " يا أماه إن ابن عباس من صالحي بنيك، يسلم عليك، وَيُوَدِّعُكِ، فقالت: " ائذن له إن شئت "، فأدخلته، فلما جلس، قال: " أبشري! فما بينك وبين أن تلقي محمدًا صلى الله عليه وسلم الأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنتِ أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب، إلا طيبا، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تصبح في المنزل، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله عز وجل: (فتيمموا صعيدًا طَيبّا) (المائدة: ٦) ، وكان ذلك في سببك، وما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة، وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه إلا تتلى فيه آناء الليل، وآناء النهار فقالت: " يا ابن عباس دعني منك، ومن تزكيتك، فوالله لوددت أني كنت نسيًا منسيا " (١٤٧٥) .

وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها امرأة صَنَاعا، وكانت تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله (١٤٧٦) .


(١٤٧٣) تقين بالمدينة: أي تزين لزفافها، والتقين: التزين.
(١٤٧٤) " السمط الثمين" ص (٨٧) ، والحديث رواه البخاري (٥/٢٤١-٢٤٢) .
(١٤٧٥) " أحكام النساء" ص (١٢٥-١٢٦) .
(١٤٧٦) " سير أعلام النبلاء " (٢/٢١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>