للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أبعد نقطة في النفسية الأوربية.

هذا الحقد وذلك الخوف لا شأن لنا بهما إذا كانا مجرد إحساس نفسي شخصي أما إذا كانا من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية سياسياً واقتصادياً وحتى هذه الساعة فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم.

سوف تشهد لنا أقوال قادتهم أن للغرب والحضارة الغربية بكل فروعها القومية وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير إنها تحاول تدمير الإسلام وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة.

(*) بل هي - ولله الحمد - أمة مرحومة كما قال نبيها نبي الرحمة: " أمتي أمة مرحومة " الحديث في الصحيحة رقم (٩٥٩) .

حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية (١٥٩) ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين فعادوا يخططون من جديد لينهضوا.. ثم ليعودوا إليهم بجيوش جديدة وفكر جديد وهدفهم تدمير الإسلام من جديد) (١٦٠) .

ومهما حاولت هذه الحملات الاستتار تحت راية " نشر الحضارة والتقدم " في البلاد المستعمرة فإن الحقيقة التي لا تخفى على كل ذي لب أن الغرب بنى ولا يزال يبني علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية بيننا وبينهم لا تزال مستمرة وهاكم البراهين على ذلك:

فسياسة أمريكا معنا تخطط على هذا الأساس:

قال " أيوجين روستو " رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية ومستشار الرئيس " جونسون " لشئون الشرق الأوسط حتى عام ١٩٦٧:

(يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست


(١٥٩) (ويوم دخلوا بيت المقدس ذبحوا فيه سبعين ألفاً من المسلمين حتى غاصت الخيل إلى صدورها في دماء
المسلمين) اهـ من (حاضر العالم الإسلامي) لستودارد ص (٢٠٨) .
(١٦٠) (قادة الغرب يقولون) للأستاذ جلال العالم ص (٦ - ٧) طبعة المختار الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>