للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُدْعَوْنَ القوَّامين) (١٥١٨) اهـ.

بريرة:

وقال ابن العلاء السعدي: (كانت لي ابنة عم يقال لها: " بريرة "، تعبدت، وكانت كثيرة القراءة في المصحف، فكلما أتت على آية فيها ذكر النار بكت، فلم تزل تبكي حتى ذهبت عيناها من البكاء، فقال بنو عمها: " انطلقوا بنا إلى هذه المرأة حتى نعذلها في كثرة البكاء "، قال: فدخلنا عليها، فقلنا: " يا بريرة كيف أصبحت؟ " قالت: " أصبحنا أضيافًا منيخين بأرض غربة، ننتظر متى نُدْعَى فنجيب"، فقلنا لها: " كم هذا البكاء، قد ذهبت عيناكِ منه "، فقالت: " إن يكن لعيني عند الله خير، فما يضرهما ما ذهب منهما في الدنيا، وإن كان لهما عند الله شر، فسيزيدهما بكاءً أطول من هذا "، ثم أعرضت، فقال القوم: " قوموا بنا، فهي والله في شيء غير ما نحن فيه" (١٥١٩)) .

شقيقات بشر الحافي:

(وذكر الخطيب أنه كان لبشر الحافي الزاهد المشهور أخوات ثلاث، وهن: " مُخًة"، و " مضغة "، و "زبدة"، وكلهن عابدات زاهدات مثله وأشد ورعًا أيضًا، ذهبت إحداهن إلى الإمام أحمد فقالت: " إني ربما طفئ السراج، وأنا أغزل على ضوء القمر، فهل عَلَيَّ عند البيع أن أمَيز هذا من هذا؟ "، فقال: " إن كان بينهما فرق، فميزي للمشتري ".

وقالت له مَرًةً إحداهن: " ربما تمر بنا مشاعل بني طاهر في الليل، ونحن نغزل فنغزل الطاق، والطاقين، والطاقات، فَخَلصْني من ذلك "، فأمرها أن تتصدق بذلك الغزل كُله لما اشتبه عليها من معرفة ذلك المقدار (١٥٢٠) .


(١٥١٨) "السابق" (٤/٣٩١) .
(١٥١٩) " إحياء علوم الدين" (١٥/٢٧٧٧) .
(١٥٢٠) وفي بعض الروايات: أن الإمام أحمد قال لها: " من أنتِ عافاك الله؟ "، =

<<  <  ج: ص:  >  >>