للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن السماك قال: أذنب غلام امرأة من قريش ذنبًا، فَسَعَتْ إليه بالسوط، فلما قربت منه رمت بالسوط، وقالت: " ما تَركتِ التقوى أحدًا يَشْفِي غيظَه " (١٥٣٧) .

فاطمة بنت نصر العطار:

كانت من سادات النساء، وهي من سلالة أخت صاحب المخزن، كانت من العابدات المتورعات المخدرات، يقال إنها لم تخرج من منزلها سوى ثلاث مرات وقد أثنى عليها الخليفة وغيره والله أعلم (١٥٣٨) .

رابعة بنت إسماعيل العدوية:

(ومن هؤلاء الناسكات رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية، وكانت مضرب المثل في تَدَلُّه القلب واحتراق الكبد حبا لله وإيثارًا لرضاه، وكانت على تواصل صيامها وقيامها، وتتابع زفراتها، وتدفق عبراتها، تستقل كل ذلك في جنب الله، قال يوما شيخ الزهاد سفيان الثوري وهو عندها: " واحزناه! " فقالت: " لا تكذب! بل قل: واقلة حزناه، ولو كنت محزونا لم يتهيأ لك أن تتنفس ".

ومن حديث خادمتها عبدة بنت أبي شوال- وكانت أشبه الناس بها في نسكها وعبادتها-: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر هجعت في صلاتها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول إذا وثبت من مرقدها ذلك، وهي فزعة: " يا نفس كم تنامين؟! يوشك أن تنامي نومة (١٥٣٩) لا تقومين منها إلا بصرخة يوم النشور ") .

قالت عبدة: (وكان هذا دأبها أمد دهرها حتى ماتت، ولما حضرتها


(١٥٣٧) " السابق" (٣/١٩٤) .
(١٥٣٨) " البداية والنهاية " (١٢/٢٩٩) .
(١٥٣٩) بل هي حياة برزخية في نعيم أو عذاب! فكيف يعبر عنها بالنوم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>