للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآية ذلك أنك ترى الشباب يترقى رويدا رويدا ليصل إلى "منهاج النبوة" فها هم يقيمون دعوتهم على أصل الأصول في دعوة الأنبياء والمرسلين ألا وهو توحيد الله سبحانه، والبراءة من الشرك، وتحرير ولائهم لله ورسوله والمؤمنين، ومنابذة أعداء "لا إله إلا الله " والبراءة منهم، والدعوة إلى التوحيد، ونشر عقيدة "أهل السنة والجماعة"، كل ذلك يحتل مساحة شاسعة من خريطة دعوتهم، أليس هذا هو جوهر "منهاج النبوة" ولبه وقطب رحاه؟

وها هم يحيون الدعوة إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة في كل ما يعرض لهم من قضايا ومشكلات.

وها هم يجددون الدعوة إلى نبذ الفرقة والاختلاف، والاعتصام بحبل الله والائتلاف بالتمسك بالسنة، والبراءة من البدعة.

وها هم ينفضون الغبار عن تراثهم، ويُحْيُونَ مفاهيم السلف الصالح رضي الله عنهم، ويجتهدون في أن يترقَوْا، إلى منهج السلف الصالح، وأن "يَتَسَامَوْا"، إلى أخلاقهم وعبادتهم! وجهادهم، وأن "يتقدموا " إلى تصوراتهم التي تلقوها من مشكاة النبوة الخاتمة دونما كدر ولا دَخَن.

أليست هذه أهم خصائص "منهاج النبوة"؟!

لقد أوْلى الإسلام المرأة اهتماما بليغا، وَبَوَّأها مكانة سامقة، وكرَّمها أعظم تكريم، وكيف تفاعلت بهذا كُلّه، فمارست دَوْرَها العظيم، وخلَّفت لنا تاريخًا حافلًا بسيرتها العطرة كأم وزوجة وابنة، وكمؤمنة مجاهدة صابرة، وكعالمة فقيهة محدثة، وكعابدة خاشعة قانتة، حتى بان للجميع ما الذي كان يخفيه الحجاب، وماذا كان يدور خلف الخدور؟

إنها الثمرات المباركات التي جنتها الأمة من وراء الحجاب، إنه الشرف العزيز الذي صانه الحجاب، وإن هؤلاء هُنَّ خريجات "مدرسة الحجاب" قبل أن تعرف الدنيا مدرسة، وقبل أن يطرق سمعها "حقوق المرأة وتكريمها".

<<  <  ج: ص:  >  >>