للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الكندي: وكان ابن وهب فيما زعموا: ربما قال: الأنصاري، وربما قال: القرشي، ثم ثبت على القرشي.

وقال ابن بكير: وجدت شهادته في صك (الأنصاري) (١) فهذه الأقوال الثلاثة تدور على أنه ما قرشي. بالولاء، أو فهري، أو أنصاري بالولاء.

ولا يخفى أن القرشي، والفهري، لا تعارض بينهما، لأن قريشا لقب لفهر، أو هو اسمه الأصلي.

قال السهيلي (٢): فهر بن مالك، هو قريش، فمن كان من ولده قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي.

وقال حماد المجلسي في تحفة الألباب (٣):

قريش النضر وقيل فهر … وبالبطاح كعب استقروا

وقال غيره:

أما قريش فالأصح فهر … جميعها والأكثرون النضر

وعلى هذا، فيبقى الخلاف في ولائه بين القرشي والأنصاري ..

ويمكن ترجيح القرشي على الأنصاري، بعده مرجحات، منها: ما رجحه هو بنفسه فما ذكره الكندي حيث قال: كان ابن وهب فيما زعموا: ربما قال:

الأنصاري، وربما قال: القرشي، ثم ثبت على القرشي.

ومنها: أن نسبته للقرشي أكثر من نسبته للأنصاري في سائر المصادر.

ومنها أن المرأة الأنصارية التي كان ولاؤه لها، كان زوجها فهريا، فرجع ولاؤه الى بنيه بسببها، والله أعلم.


(١) هذه الأقوال كلها في ترتيب المدارك، للقاضي عياض ١/ ٤٣١.
(٢) انظر الروض الآنف للسهيلي ١/ ١١٥ - ١١٦.
(٣) تحفة الألباب شرح الأنساب لحماد المجلسي الموريتاني ٢/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>