للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فترككثيرا من عمله للعلم، وحبس نفسه لهم يقرأون عليه ويسألونه (١) وقد راض نفسه على حب العلم، والتفرغ له، طلبا وسماعا، وتسجيلا وإعطاء، ورحلة في سبيله، حتى صار كبير أصحاب مالك، وحتى نال أعظم شهادة من أكبر عالم في زمنه، تلك الشهادة هي لقب مالك رحمه الله، امام د الهجرة له فتارة يصفه بالامام، وتارة بالمفتي، وتارة بالعالم، وتارة بالفقيه، ولم يحظ أحد من تلاميذ مالك، مع جلالتهم وكثرتهم بهذا اللقب من مالك سوى ابن وهب ..

قال أبو عمر ابن عبد البر: يقولون: ان مالكا رحمه الله تعالى لم يكتب الى أحد كتابا يعنونه بالفقيه الا الى ابن وهب، وكان رجلا صالحا، خائفا لله (٢) وقال ابن وضاح: وكان يكتب مالك اليه عبد الله بن وهب فقيه مصر.

قال الشيرازي: كان مالك يكتب اليه الى أبي محمد المفتي (٣) وحكى مثله أبو الطاهر، زاد: ولم يكن يفعل هذا مع غيره، وقال مرة: ابن وهب امام، وقال أخري: ابن وهب عالم، ونظر اليه مرة فقال: أي فتى لولا الاكثار (٤)

[[ورعه وزهده]]

أما ورع عبد الله بن وهب، وزهده، وخوفه من الله تعالى، فأكثر من أن يحصر، وهذه نماذج من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر:

يقول الشيرازيفي طبقات الفقهاء: قدم أسد بن الفرات الى مصر، فقصد ابن وهب، وقال له: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك، فتورع ابن وهب وأبى، فذهب الى ابن القاسم، فأجابه الى ما طلب (٥) وقال أبو زرعة أسد بن الفرات رجل من المغرب كان سال محمد بن


(١) المدارك ١/ ٤٢٦.
(٢) الانتقاء لابن عبدالبر ٤٩.
(٣) طبقات الفقهاء للشيرازي ١٥٠.
(٤) ترتيب المدارك لعياض ١/ ٤٢٢.
(٥) طبقات الفقهاء ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>