للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخشنة وأوسطه الصوف الخشن وأعلاه القطن الغليظ

وأما من حيث الوقت فأقصاه ما يستر سنة وأقله ما يبقى يوماً حتى رقع بعضهم ثوبه بورق الشجر وإن كان يتسارع الجفاف إليه وأوسطه ما يتماسك عليه شهرا ومما يقاربه فطلب ما يبقى أكثر من سنة خروج إلى طول الأمل وهو مضاد للزهد وإلا إذا كان المطلوب خشونته ثم قد يتبع ذلك قوته ودوامه فمن وجد زيادة من ذلك فينبغي أن يتصدق به فإن أمسكه لم يكن زاهداً بل كان محباً للدنيا ولينظر فيه إلى أحوال الأنبياء والصحابة كيف تركوا الملابس قال أبو بردة أخرجت لنا عائشة رضي الله تعالى عنها كساءً ملبداً وإزاراً غليظاً فقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين (١) وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تعالى يحب المتبذل الذي لا يبالى مما لبس (٢) وقال عمرو بن الأسود العنسي لا ألبس مشهوراً أبداً ولا أنام بليل أبداً على دثار أبداً ولا أركب على مأثور أبداً ولا أملأ جوفي من طعام أبداً فقال عمر من سره أن ينظر إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود (٣)

وفي الخبر ما من عبد لبس ثوب شهرة إلا أعرض الله عنه حتى ينزعه وإن كان عنده حبيباً (٤) واشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً بأربعة دراهم (٥)

وكانت قيمة ثوبيه عشرة (٦) وكان إزاره أربعة أذرع ونصفا (٧) واشترى سراويل بثلاثة دراهم (٨)

وكان يلبس شملتين بيضاوين من صوف (٩) وكانت تسمى حلة لأنها ثوبان من جنس واحد وربما كان يلبس بردين يمانيين أو سحوليين من هذه الغلاظ

وفي الخبر كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قميص زيات (١٠)

ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً واحداً ثوباً سيراء من سندس قيمته مائتا درهم (١١) فكان أصحابه يلمسونه ويقولون


(١) حديث أخرجت عائشة كساءً ملبداً وإزاراً غليظاً فقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين رواه الشيخان وقد تقدم في آداب المعيشة
(٢) حديث إن الله يحب المتبذل لا يبالي ما لبس لم أجد له أصلا
(٣) حديث عمر من سره أن ينظر إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدى عمرو بن الأسود رواه أحمد بإسناد جيد
(٤) حديث ما من عبد لبس ثوب شهرة الحديث رواه ابن ماجه من حديث أبي ذر بإسناد جيد دون قوله وإن كان عنده حبيباً
(٥) حديث اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً بأربعة دراهم
أخرجه أبو يعلى من حديث أبي هريرة قال دخلت يوما السوق مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم الحديث وإسناده ضعيف
(٦) حديث كان قيمة ثوبية عشرة دراهم لم أجده
(٧) حديث كان إزاره أربعة أذرع ونصفا
أخرجه أبو الشيخ في كتاب أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية عروة بن الزبير مرسلا كان رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أذرع وعرضه ذراعان ونصف الحديث وفيه ابن لهيعة
وفي طبقات ابن سعد من حديث أبي هريرة كان له إزار من نسج عمان طوله أربعة أذرع وشبر في ذراعين وشبر وفيه محمد بن عمر الواقدي
(٨) حديث اشترى سراويل بثلاثة دراهم المعروف أنه اشتراه بأربعة دراهم تقدم عند أبي يعلى وشراؤه السراويل عند أصحاب السنن من حديث سويد بن قيس إلا أنه لم يذكر فيه مقدار ثمنه قال الترمذي حسن صحيح
(٩) حديث كان يلبس شملتين بيضاوين من صوف وكانت تسمى حلة لأنها ثوبان من جنس واحد وربما كان يلبس بردين يمانيين أو سحوليين من هذه الغلاظ تقدم في آداب وأخلاق النبوة لبسه للشملة والبرد والحبرة
وأما لبسه الحلة ففي الصحيحين من حديث البراء رأيته في حلة حمراء ولأبي داود من حديث ابن عباس حين خرج إلى الحرورية وعليه أحسن ما يكون من حلل اليمن
وقال رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما ييكون من الحلل وفي الصحيحين من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قبض في ثوبين أحدها أزار غليظ مما يصنع باليمن وتقدم في آداب المعيشة ولأبي داود والترمذي والنسائي من حديث أبي رمثة وعليه يردان أخضران سكت عليه أبو داود واستغربه الترمذي والبزار من حديث قدامة الكلابي وعليه حلة حيرة وفيه عريف بن إبراهيم لا يعرف قاله الذهبي
(١٠) حديث كان قميصه كأنه قميص زيات أخرجه الترمذي من حديث أنس بسند ضعيف كان يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته حتى كأن ثوبه ثوب زيات
(١١) حديث لبس يوما واحدا ثوبا سيراء من سندس قيمته مائتا درهم إهداء له المقوقس ثم نزعه الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>