للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله وأمره به أما قوله فقد قال صلى الله عليه وسلم ما من داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله إلا السام (١) يعني الموت وقال عليه السلام تداووا عباد الله فإن الله خلق الداء والدواء (٢) وسئل عن الدواء والرقي هل ترد من قدر الله شيئاً قال هي من قدر الله (٣) وفي الخبر المشهور ما مررت بملأ من الملائكة إلا قالوا مر أمتك بالحجامة (٤) وفي الحديث أنه أمر بها وقال احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم (٥) فذكر أن تبيغ الدم سبب الموت وأنه قاتل بإذن الله تعالى وبين أن إخراج الدم خلاص منه إذ لا فرق بين إخراج الدم المهلك من الإهاب وبين إخراج العقرب من تحت الثياب وإخراج الحية من البيت وليس من شرط التوكل ترك ذلك بل هو كصب الماء على النار لإطافئها ودفع ضررها عند وقوعها في البيت وليس من التوكل الخروج عن سنة الوكيل أصلاً وفي خبر مقطوع من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان له دواء من داء سنة (٦) وأما أمره صلى الله عليه وسلم فقد أمر غير واحد من الصحابة بالتداوى وبالحمية (٧) وقطع لسعد بن معاذ عرقا (٨) أى فصده وكوى سعد بن زرارة (٩) وقال لعلي رضي الله تعالى عنه وكان رمد العين لا تأكل من هذا يعني الرطب وكل من هذا فإنه أوفق لك (١٠) يعني سلقاً قد طبخ بدقيق شعير وقال لصهيب وقد رآه يأكل التمر وهو وجع العين تأكل تمراً وأنت أرمد فقال إني آكل من الجانب الآخر فتبسم (١١) وأما فعله عليه الصلاة والسلام فقد روي في حديث من طريق أهل البيت أنه كان يكتحل كل ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة (١٢) قيل السنا المكى


(١) حديث ما من داء إلا له دواء عرفه من عرفه جهله من جهله إلا السام رواه أحمد والطبرانى من حديث ابن مسعود دون قوله إلا السام وهو عند ابن ماجه مختصرا دون قوله عرفه إلى آخره واسناد حسن وللترمذي وصححه من حديث أسامة بن شريك إلا الهرم وللطبرانى في الأوسط والبزار من حديث أبي سعيد الخدري والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس وسندهما ضعيف والبخارى من حديث أبي هريرة ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ولمسلم من حديث جابر لكل داء دواء
(٢) حديث تداووا عباد الله رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له من حديث أسامة ابن شريك
(٣) حديث سئل عن الدواء والرقي هل يرد من قدر الله فقال هي من قدر الله أخرجه الترمذى وابن ماجه من حديث أبي خزامة وقيل عن أبي خزامة عن أبيه قال الترمذى وهذا أصح
(٤) حديث ما مررت بملأ من الملائكة إلا قالوا مر أمتك بالحجامة رواه الترمذى من حديث ابن مسعود وقال حسن غريب ورواه ابن ماجه من حديث أنس بسند ضعيف
(٥) حديث احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين الحديث أخرجه البزار من حديث ابن عباس بسند حسن موقوفا ورفعه الترمذى بلفظ إن خير ما تحتجمون فيه سبع عشرة الحديث دون ذكر التبيغ وقال حسن غريب وقال البزار إن طريقه المتقدمة أحسن من هذا الطريق ولابن ماجه من حديث أنس بسند ضعيف من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر الحديث
(٦) حديث من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان له دواء من داء سنة رواه الطبرانى من حديث معقل بن يسار وابن حيان في الضعفاء من حديث أنس وإسنادهما واحد اختلف على راوية في الصحابي وكلاهما فيه زين العمى وهو ضعيف
(٧) حديث أمره بالتداوى لغير واحد من الصحابة أخرجه الترمذى وابن ماجه من حديث أسامة بن شريك أنه قال للأعراب حين سألوه تداووا الحديث وسيأتى في قصة على وصهيب في الحمية بعده
(٨) حديث قطع عرقا لسعد ابن معاذ أخرجه مسلم من حديث جابر قال رمى سعد في أكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص الحديث
(٩) حديث أنه كوى أسعد بن زرارة رواه الطبراني من حديث سهل بن حنيف بسند ضعيف ومن حديث أبي أسامة بن سهل بن حنيف دون ذكر سهل
(١٠) حديث قال لعلى وكان رمدا لا تأكل من هذا الحديث رواه أبو داود والترمذى وقال حسن غريب وابن ماجه من حديث أم المنذر
(١١) صلى الله عليه وسلم حديث قال لصهيب وقد رآه يأكل التمر وهو وجع العين تأكل تمرا وأنت رمد الحديث تقدم في آفات اللسان
(١٢) حديث من طريق أهل البيت أنه كان يكتحل كل ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة أخرجه ابن عدي من حديث عائشة وقال إنه منكر وفيه سيف بن محمد كذبه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين

<<  <  ج: ص:  >  >>