للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَرِيضَ وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ (١) وَيَخْصِفُ النَّعْلَ وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَكَانَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ مَعَ أَهْلِهِ فِي حَاجَتِهِمْ (٢) وَكَانَ أَصْحَابُهُ لَا يَقُومُونَ لَهُ لِمَا عَرَفُوا مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ (٣) وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم (٤) وأتى صلى الله عليه وسلم برجل فأرعد من هيبته فقال له هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد (٥) وَكَانَ يَجْلِسُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مُخْتَلِطًا بِهِمْ كَأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَيَأْتِي الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حتى يسأل عنه حتى طلبوا إليه أن يجلس مجلساً يعرفه الغريب فبنوا له دكاناً من طين فكان يجلس عليه (٦) وقالت له عائشة رضي الله عنها كل جعلني الله فداك متكئاً فإنه أهون عليك قال فأصغى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض ثم قال بل آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد (٧) وكان لا يأكل على خوان ولا في سكرجة حتى لحق بالله تعالى (٨) وكان لا يدعوه أحد من أصحابه وغيرهم إلا قال لبيك (٩) وَكَانَ إِذَا جَلَسَ مَعَ النَّاسِ إِنْ تَكَلَّمُوا فِي مَعْنَى الْآخِرَةِ أَخَذَ مَعَهُمْ وَإِنْ تَحَدَّثُوا في طعام أو شراب تحدث معهم وإن تكلموا في الدنيا تَحَدَّثَ مَعَهُمْ رِفْقًا بِهِمْ وَتَوَاضُعًا لَهُمْ (١٠) وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَحْيَانًا وَيَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ من أمر الجاهلية ويضحكون فتبسم هُوَ إِذَا ضَحِكُوا وَلَا يَزْجُرُهُمْ إِلَّا عَنْ حرام (١١)

بيان صورته وخلقته صلى الله عليه وسلم

وكان من صفة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد بل كان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ومع ذلك فلم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسباً إلى الطول ونسب هو صلى الله عليه وسلم إلى الربعة ويقول صلى الله عليه وسلم جعل الخير كله في الربعة (١٢)


(١) حديث كان يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ أخرجه الترمذي وضعفه والحاكم وصحح إسناده من حديث أنس وتقدم منقطعا
(٢) حديث كان يخصف النعل ويرقع الثوب ويصنع في بيته مع أهله في حاجته هو في المسند من حديث عائشة وقد تقدم في أوائل آداب المعيشة
(٣) حديث كان أصحابه لا يقومون له لما يعلمون من كراهته لذلك هو عند الترمذي من حديث أنس وصححه وتقدم في آداب الصحبة
(٤) حديث كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم متفق عليه من حديث أنس وتقدم في آداب الصحبة
(٥) حديث أتي برجل فأرعد من هيبته فقال هون الله عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد أخرجه الحاكم من حديث جرير وقال صحيح على شرط الشيخين
(٦) حديث كان يجلس مع أَصْحَابِهِ مُخْتَلِطًا بِهِمْ كَأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَيَأْتِي الْغَرِيبُ فلا يدري أيهم هو الحديث أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة وأبي ذر وقد تقدم
(٧) حديث قالت عائشة كل جعلني الله فداك متكئاً فإنه أهون عليك الحديث أخرجه أبو الشيخ من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير عنها بسند ضعيف
(٨) حديث كان صلى الله عليه وسلم لا يأكل على خوان ولا في سكرجة حتى لقي الله أخرجه البخاري من حديث أنس وتقدم في آداب الأكل
(٩) حديث وكان صلى الله عليه وسلم لا يدعوه أحد من أصحابه ولا من غيرهم إلا قال لبيك أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث عائشة وفيه حسين بن علوان متهم بالكذب وللطبراني في الكبير بإسناد جيد من حديث محمد بن حاطب في أثناء حديث أن أمة قالت يا رسول الله فقال لبيك وسعديك الحديث
(١٠) حديث كان صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ مَعَ النَّاسِ إِنْ تَكَلَّمُوا فِي معنى أمر الْآخِرَةِ أَخَذَ مَعَهُمْ وَإِنْ تَحَدَّثُوا فِي طَعَامٍ أو شراب تحدث معهم الحديث أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث زيد بن ثابت دون ذكر الشراب وفيه سليمان بن خارجة تفرد عنه الوليد بن أبي الوليد وذكره ابن حبان في الثقات
(١١) حديث كانوا ينتاشدون الشعر بين يديه أحيانا ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية الحديث أخرجه مسلم من حديث جابر بن سمرة دون قوله ولا يزجرهم إلا عن حرام
(١٢) حديث كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد الحديث بطوله أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث عائشة بزيادة ونقصان دون شعر أبي طالب الآتي ودون قوله وربما جعل شعره على أذنيه فتبدو سوالفه تتلألأ ودون قوله وربما كان واسع الجبهة إلى قوله وكان سهل الخدين وفيه صبيح بن عبد الله الفرغاني منكر الحديث قاله الخطيب وفي الصحيحين من حديث البراء له شعر يبلغ شحمة أذنيه وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه من حديث أم هانيء قدم إلى مكة وله أربع غدائر والترمذي من حديث علي في صفته صلى الله عليه وسلم أدعج العينين أهدب الأشفار الحديث وقال ليس إسناده بمتصل وله في الشمائل من حديث ابن أبي هالة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم مفلج الأسنان الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>