للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي بن خلف الجمحي فَخَدَشَهُ يَوْمَ أُحُدٍ خدشاً لطيفاً فكانت منيته فيه (١)

وأطعم صلى الله عليه وسلم السُّمَّ فَمَاتَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَهُ وَعَاشَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وكلمه الذراع المسموم (٢)

وأخبر عليه السلام يوم بدر بِمَصَارِعِ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ وَوَقَفَهُمْ عَلَى مَصَارِعِهِمْ رُجَلًا رَجُلًا فَلَمْ يَتَعَدَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ (٣) وأنذر صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ طَوَائِفَ مِنْ أُمَّتِهِ يَغْزُونَ فِي الْبَحْرِ فَكَانَ كَذَلِكَ (٤) وَزُوِيَتْ لَهُ الْأَرْضُ فَأُرِيَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّ مُلْكَ أُمَّتِهِ سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لَهُ مِنْهَا فَكَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ بَلَغَ مُلْكُهُمْ مِنْ أَوَّلِ الْمَشْرِقِ مِنْ بِلَادِ التُّرْكِ إِلَى آخِرِ الْمَغْرِبِ مِنْ بَحْرِ الْأَنْدَلُسِ وَبِلَادِ البربر ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما أخبر صلى الله عليه وسلم سواء بسواء (٥) وَأَخْبَرَ فاطمة ابْنَتَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِأَنَّهَا أول أهله لحاقاً به (٦) فكان كذلك

وأخبر نساءه بأن أطولهن يداً أسرعهن لحاقاً به فكانت زينب بنت جحش الأسدية أطولهن يداً بالصدقة أولهن لُحُوقًا بِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (٧)

وَمَسَحَ ضَرْعَ شاة حائل لَا لَبَنَ لَهَا فَدَرَّتْ (٨) وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِسْلَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

وَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى فِي خَيْمَةِ أم معبد الخزاعية

وندرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ وَأَحْسَنَهُمَا (٩) وَتَفَلَ فِي عَيْنِ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ أَرْمَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَصَحَّ مِنْ وَقْتِهِ وَبَعَثَهُ بِالرَّايَةِ (١٠) وكانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم (١١) وأصيبت رجل بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم فمسحها بيده فبرأت من حينها (١٢) وقل زاد جيش كان معه صلى الله عليه وسلم فدعا بجميع ما بقي فاجتمع شيء يسير جداً فدعا فيه بالبركة ثم أمرهم فأخذوا فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملىء من ذلك (١٣) وحكى الحكم بن العاص بن وائل قوله الحكم بن العاص بن وائل هكذا في النسخ وصوابه كما في الشارح الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس اه مصححه مشيته


(١) حديث إخباره أَنَّهُ يَقْتُلُ أبي بن خلف الجمحي فَخَدَشَهُ يوم أحد خدشاً لطيفاً فكانت منيته أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من رواية سعيد بن المسيب ومن رواية عروة بن الزبير مرسلا
(٢) حديث إنه أطعم السُّمَّ فَمَاتَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَهُ وَعَاشَ هُوَ بعده أربع سنين وكلمه الذراع المسموم أخرجه أبو داود من حديث جابر في رواية له مرسلة أن الذي مات بشر بن البراء وفي الصحيحين من حديث أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها الحديث وفيه فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٣) حديث إخباره صلى الله عليه وسلم يوم بدر بمصارع صناديد قريش الحديث أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب
(٤) حديث إخبار بِأَنَّ طَوَائِفَ مِنْ أُمَّتِهِ يَغْزُونَ فِي الْبَحْرِ فكان كذلك متفق عليه من حديث أم حرام
(٥) حديث زويت له الأرض مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّ مُلْكَ أُمَّتِهِ سَيَبْلُغُ ما زوى له منها الحديث أخرجه مسلم من حديث عائشة وفاطمة أيضا
(٦) حديث إخباره فاطمة أنها أول أهله لحاقاً به متفق عليه من حديث عائشة وفاطمة أيضا
(٧) حديث أخبر نساءه أن أطولهن يداً أسرعهن لحاقاً به فكانت زينب الحديث أخرجه مسلم من حديث عائشة وفي الصحيحين أن سودة كانت أولهن لحوقا به قال ابن الجوزي وهذا غلط من بعض الرواة بلا شك
(٨) حديث مسح ضرع شاة حائل لا لبن لها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود أخرجه أحمد من حديث ابن مسعود بإسناد جيد
(٩) حديث ندرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها فكانت أصح عينيه وأحسنهما أخرجه أبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة من حديث قتادة بن النعمان وهو الذي سقطت عينه ففي رواية للبيهقي أنه كان ببدر وفي رواية أبي نعيم أنه كان بأحد وفي إسناده اضصراب وكذا رواه البيهقي فيه من حديث أبي سعيد الخدري
(١٠) حديث تفل في عين علي وَهُوَ أَرْمَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَصَحَّ مِنْ وَقْتِهِ وبعثه بالراية متفق عليه من حديث على ومن حديث سهل بن سعد أيضا
(١١) حديث كانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود
(١٢) حديث أصيبت رجل بعض أصحابه فمسحها بيده فبرأت من حينها أخرجه البخاري في قصة قتل أبي رافع
(١٣) حديث قل زاد جيش معه فدعا بما بقي فاجتمع شيء يسير فدعا فيه بالبركة الحديث متفق عليه من حديث سلمة بن الأكوع

<<  <  ج: ص:  >  >>