والتعرض لها بتطهير القلب وتزكيته من الخبث والكدورة الحاصلة من الأخلاق المذمومة كما سيأتي بيانه وإلى هذا الجود الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيافيقول هل من داع فأستجيب له وبقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه عز وجل لقد طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشد شوقاً (٢) حديث يقول الله من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعا متفق عليه من حديث أبي هريرة كل ذلك إشارة إلى أن أنوار العلوم لم تحتجب عن القلوب لبخل ومنع من جهة المنعم تعالى عن البخل والمنع علواً كبيراً ولكن حجبت لخبث وكدورة وشغل من جهة القلوب فإن القلوب كالأواني فما دامت ممتلئة بالماء لا يدخلها الهواء فالقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها المعرفة بحلال الله تعالى وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء