وكما أن الشهوات ممتزجة بلحم ابن آدم ودمه فسلطنة الشيطان أيضاً سارية في لحمه ودمه ومحيطة بالقلب من جوانبه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع (٢) حديث إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الحديث أخرجه النسائي من حديث سبرة بن أبي فاكه بإسناد صحيح وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن فعل ذلك فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الوسوسة وهي هذه الخواطر التي تخطر للمجاهد أنه يقتل وتنكح نساؤه وغير ذلك مما يصرفه عن الجهاد وهذه الخواطر معلومة فإذاً الوسواس معلوم بالمشاهدة وكل خاطر فله سبب ويفتقر إلى اسم يعرفه فاسم سببه الشيطان ولا يتصور أن ينفك عنه آدمي وإنما يختلفون بعصيانه ومتابعته ولذلك قال عليه السلام ما من أحد إلا وله شيطان