(٢) حديث إن شيطان الوضوء يسمى الولهان تقدم وهو عند الترمذي من حديث أبي وقد ورد في ذلك أخبار كثيرة وكما أن الشياطين فيهم كثرة فكذلك في الملائكة وقد ذكرنا في كتاب الشكر السر في كثرة الملائكة واختصاص كل واحد منهم بعمل منفرد به وقد قال أبو أمامة الباهلي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكل بالمؤمن مائة وستون ملكاً يذبون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك للبصر سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب الذباب عن قصعة العسل في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل كل باسط يده فاغر فاه ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين (٣) وقال أيوب بن يونس بن يزيد بلغنا أنه يولد من أبناء الإنس من أبناء الجن ثم ينشئون معهم وروى جابر ابن عبد الله أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض قال يارب هذا الذي جعلت بيني وبينه عداوة إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد لك ولد إلا وكل به ملك قال يارب زدني قال أجزي بالسيئة سيئة وبالحسنة عشراً إلى ما أريد قال رب زدني قال باب التوبة مفتوح ما دام في الجسد الروح قال إبليس يارب هذا العبد الذي كرمته على إن لا تعني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد قال يارب زدني قال تجري منهم مجرى الدم وتتخذون صدورهم بيوتاً قال رب زدني قال أجلب عليهم بخيلك ورجلك إلى قوله غروراً وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلق الله الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الثواب والعقاب وخلق الله تعالى الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم كما قال تعالى {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل} وصنف أجسامهم أجسام بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل الله تعالى يوم القيامة يوم لا ضل إلا ظله